فصل: الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيم}:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الناسخ والمنسوخ



.سُورَة الْمَائِدَة:

نزلت بِالْمَدِينَةِ إِلَّا آيَة مِنْهَا فَإِنَّهَا نزلت بِمَكَّة أَو غَيرهَا تحتوي من الْمَنْسُوخ على تسع آيَات.

.أولَاهُنَّ قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا لَا تحلوا شَعَائِر الله وَلَا الشَّهْر الْحَرَام وَلَا الْهَدْي وَلَا القلائد}:

هَذَا مُحكم {وَلَا آمين الْبَيْت الْحَرَام} إلى قَوْله {ورضوانا} مَنْسُوخ وَبَاقِي الآية مُحكم نسخ الْمَنْسُوخ مِنْهَا بِآيَة السَّيْف وَذَلِكَ أَن الخطيم واسْمه شُرَيْح بن ضبيعة بن شُرَحْبِيل الْبكْرِيّ أَتَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَقَالَ يَا مُحَمَّد اعْرِض عَليّ أَمرك فَعرض عَلَيْهِ الدّين فَقَالَ أرجع إلى قومِي فَأَعْرض عَلَيْهِم مَا قلته فَإِن أجابوني كنت مَعَهم وَأَن أَبَوا عَليّ كنت مَعَهم فَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لقد دخل عَليّ بِوَجْه كَافِر وَخرج بعقبي غادر» فَمر بسرح لرَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فاستاقه وَخرج الْمُسلمُونَ فِي إثره فَأَعْجَزَهُمْ فَلَمَّا كَانَت عمْرَة الْقُضَاة وَهُوَ الْعَام السَّابِع سمع الْمُسلمُونَ تَلْبِيَة الْمُشْركين وَكَانَت كل طَائِفَة من الْعَرَب تلبي على حدتها فَسَمِعُوا بكر بن وَائِل تلبي وَمَعَهُمْ الخطيم فَقَالُوا يَا رَسُول الله لَا يذهب أَو تغير عَلَيْهِ فَأنْزل الله عز وَجل {وَلا آمينَ البَيتَ الحَرامَ يَبتَغونَ فَضلاً مِن رَبهم} يَعْنِي الْفضل فِي التِّجَارَة {ورضوانا} وَهُوَ لَا يرضى عَنْهُم فَصَارَ ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {فَاِعفُ عَنهُم وَاِصفَح}.

نزلت فِي الْيَهُود ثمَّ نسخ الْعَفو والصفح بقوله تَعَالَى {قاتِلوا الَّذينَ لَا يُؤمِنونَ بِاللَهِ} إلى قَوْله {وَهُم صاغِرون}.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {إِنّما جَزَاء الَّذين يُحَاربُونَ الله وَرَسُوله} الآية:

نسخهَا الله تَعَالَى بِالِاسْتِثْنَاءِ وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {إِلّا الَّذينَ تَابُوا من قبل أَن تقدروا عَلَيْهِم} الآية.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {فَإِنّ جاؤوكَ فَاِحكُم بَينهم أَو أعرض عَنْهُم}:

اخْتلف الْمُفَسِّرُونَ على وَجْهَيْن فَقَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ وَالنَّخَعِيّ وَهِي محكمَة خير بَين الحكم والإعراض وَقَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد تنسخها الآية الَّتِي بعْدهَا وَهِي قَوْله تَعَالَى {وَأَن احكم بَينهم بِمَا أنزل الله}.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {مَا عَلى الرَسولِ إِلَّا الْبَلَاغ}:

نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف وباقيها مُحكم.

.الآية السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا عَلَيكُم أَنفُسَكُم لَا يَضُرُّكُم مَن ضَلَّ}:

إلى هَهُنَا مَنْسُوخ وباقيها مُحكم قَالَ أَبُو عبيد الْقَاسِم بن سَلام لَيْسَ فِي كتاب الله آيَة جمعت النَّاسِخ.
والمنسوخ غير هَذِه الآية قَالَ الشَّيْخ هبة الله لَيْسَ كَمَا قَالَ بل فِي كتاب الله هَذِه الآية وَغَيرهَا.
وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَرَأَ هَذِه الآية وَقَالَ «يَا أَيهَا النَّاس إِنَّكُم تقرؤون هَذِه الآية وتضعونها فِي غير موضعهَا فو الَّذِي نَفسِي بِيَدِهِ لتأمرن بِالْمَعْرُوفِ ولتنهن عَن الْمُنكر أَو ليعمكم الله بعقابه أَو لتدعن فَلَا يُجَاب لكم» والناسخ مِنْهَا قَوْله تَعَالَى {إِذا اهْتَدَيْتُمْ} وَالْهَدْي هَا هُنَا الْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر.

.الآية السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا شَهادَةُ بَيْنكُم} إلى قَوْله {ذَوا عدل مِنْكُم}:

هَذَا مُحكم والمنسوخ قَوْله تَعَالَى {أَو آخَرانِ مِن غَيرِكُم} كَانَ فِي أول الإسلام تقبل شَهَادَة الْيَهُودِيّ وَالنَّصْرَانِيّ فِي السّفر وَلَا تقبل فِي الْحَضَر وَذَلِكَ أَن تميما الدَّارِيّ وعدي بن بداء النصرانيين أَرَادَا أَن يركبا الْبَحْر فَقَالَ لَهما قوم من أهل مَكَّة أَن نخرج مَعَكُمَا مولى لنا نُعْطِيه بضَاعَة وهم آل الْعَاصِ فأبضعوه بضَاعَة وأخرجوه مَعَهُمَا فشرها إلى مَا مَعَه فَأَخَذَاهُ وقتلاه فَلَمَّا رجعا إليهم قَالُوا مَا فعل مَوْلَانَا قَالَا مَاتَ قَالُوا فَمَا كَانَ من مَاله قَالَا ذهب فخاصموهما إِلَى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَأنْزل الله هَذِه الآية {أَو آخَرانِ مِن غَيرِكُم} إِلَى آخر الآية ثمَّ صَار ذَلِك مَنْسُوخا بقوله {وَأَشهِدوا ذَوَي عدل مِنْكُم} فَصَارَت شَهَادَة الذميين مَنْسُوخَة فِي السّفر والحضر.

.الآية الثَّامِنَة قَوْله عز وَجل {فَإِن عثر على أَنَّهُمَا استحقا إِثْمًا}:

أَي علم واطلع على أَنَّهُمَا اِستَحَقّا إِثماً يَعْنِي الشَّاهِدين الْأَوَّلين {فَآخَرانِ يَقومانِ مَقامَهُما مِنَ الَّذينَ اِستَحَقَّ عَلَيهِم الأَوليانِ} وَذَلِكَ أَن عدي بن بداء وَتَمِيم بن أَوْس الداريين عمدا إِلَى مولى آل الْعَاصِ فقتلاه وأخذا مَاله ثمَّ شهد لَهُم شَاهِدَانِ ان مَا احداسا.الآية التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {ذَلِكَ أَدنى أَن يَأتوا بِالشَهادَةِ عَلى وَجهِها}:

أَي على حَقِيقَتهَا {أَو يَخافوا أَن تُرَدَّ أَيمانُ بَعدَ أَيمانِهم} إلى هَا هُنَا مَنْسُوخ وَالْبَاقِي مُحكم نسخ الْمَنْسُوخ مِنْهَا بقوله تَعَالَى {وَأَشهِدوا ذَوي عَدلٍ مِنكُم}.

.سُورَة الْأَنْعَام:

نزلت بِمَكَّة لَيْلًا إِلَّا تسع آيَات مِنْهَا وَهِي تحتوي من الْمَنْسُوخ على خمس عشرَة آيَة.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {قُل إِنِّي أَخَاف إِن عصيت رَبِّي عَذَاب يَوْم عَظيم}:

نسخت بقوله تَعَالَى {لِيَغفِرَ لَكَ اللَهُ مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر}.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَكَذَّبَ بِهِ قَومُكَ وَهُو الْحق}:

هَذَا مُحكم والمنسوخ قَوْله تَعَالَى {قل لست عَلَيْكُم بوكيل} نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِذا رَأَيتَ الَّذينَ يَخوضونَ فِي آياتِنا فَأَعرِض عَنهُم}:

إلى قَوْله تَعَالَى {وَما عَلى الَّذينَ يَتَّقونَ مِن حِسابِهم مِن شَيْء وَلَكِن ذكرى لَعَلَّهُم يَتَّقُونَ} نسخ ذَلِك بقوله تَعَالَى {فَلَا تقعدوا مَعَهُم حَتّى يَخوضوا فِي حَديثٍ غَيرِه}.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَذَرِ الَّذينَ اِتَّخَذوا دينَهُم لعبا ولهوا}:

يَعْنِي الْيَهُود وَالنَّصَارَى نسخهَا قَوْله تَعَالَى {قاتِلوا الَّذينَ لَا يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَلا بِاليَومِ الآخِر}.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {قُلِ اللَهُ ثُمَّ ذَرهُم فِي خَوضِهِم}:

فِيهَا مَحْذُوف تَقْدِيره وَالله أعلم قل الله انزله ثمَّ ذرهم فَأمر الله بالآعراض عَنْهُم ثمَّ نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف.

.الآية السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَمَن عَمِيَ فَعَلَيها وَما أَنا عَلَيكُم بِحفيظٍ}:

نسخ بِآيَة السَّيْف

.الآية السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {اِتّبِع مَا أُوحِي إِلَيْك من رَبك لَا إِلَه إِلَّا هُوَ}:

هَذَا مُحكم وَقَوله تَعَالَى {وَأعْرض عَن الْمُشْركين} نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّامِنَة قَوْله تَعَالَى {وَما جَعَلناكَ عَلَيهِم حَفيظاً وَما أَنتَ عَلَيهِم بِوَكيلٍ}: نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {وَلَا تسبوا الَّذين يَدعونَ مِن دونِ اللَهِ فَيَسُبّوا اللَهَ عَدواً بِغَير عِلم}:

نَهَاهُم الله تَعَالَى عَن سبّ الْمُشْركين هَذِه الآية ظَاهرهَا ظَاهر الْأَحْكَام وباطنها بَاطِن الْمَنْسُوخ لِأَن الله أمرنَا بِقَتْلِهِم والسب يدْخل فِي جنب الْقَتْل وَهُوَ أشنع وَأَغْلظ نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية الْعَاشِرَة قَوْله تَعَالَى {وَلَو شاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلوه}:

هَذَا مُحكم والمنسوخ {فَذَرهُم وَما يَفتَرون} نسخ ذَلِك بِآيَة السَّيْف.

.الآية الْحَادِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {وَلا تَأكُلوا مِمّا لَم يُذكَر اِسمُ اللَهِ عَلَيه}:

نسخ ذَلِك بقوله تَعَالَى {اليَومَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَيِّباتُ وَطعامُ الَّذينَ أُوتُوا الْكتاب حل لكم وطعامكم حل لَهُم} وَالطَّعَام هَهُنَا الذَّبَائِح.

.الآية الثَّانِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {قُل يَا قَومِ اِعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّي عامِلٌ} إِلَى قَوْله {لَا يفلح الظَّالِمُونَ}:

نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّالِثَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {فَذَرهُم وَما يفترون}:

نسخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية الرَّابِعَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {قل انتظروا إِنَّا منتظرون}:

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية الْخَامِسَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {إِن الَّذين فرقوا دينهم وَكَانُوا شيعًا لست مِنْهُم فِي شَيْء إِنَّمَا أَمرهم إِلَى الله}:

نسخ آيَة السَّيْف وَقد اخْتلف النَّاس فِي قَوْله تَعَالَى {فذرهم وَمَا يفترون} قَالَت ظائفة هِيَ على طَرِيق التهديد وَقَالَ آخَرُونَ نسخت بِآيَة السَّيْف وَآيَة السَّيْف نسخت فِي الْقُرْآن مائَة آيَة وأربعا وَعشْرين آيَة.

.سُورَة الْأَعْرَاف:

نزلت بِمَكَّة إِلَّا آيَات وَهِي قَوْله تَعَالَى {وَاِسأَلهُم عَنِ القُريَةِ الَّتي كانَت حاضِرَةَ البَحر} إِلَى قَوْله {وَإِنّه لَغَفورٌ رَحيم} نزلت فِي الْيَهُود بِالْمَدِينَةِ وَهِي تحتوي من الْمَنْسُوخ على آيَتَيْنِ منسوختين.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {وأملي لَهُم إِن كيدي متين}:

مَوضِع النّسخ هَهُنَا {وأملي لَهُم} أَي خل عَنْهُم ودعهم وَبَاقِي الآية مُحكم نسخ الْمَنْسُوخ مِنْهَا بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {خُذِ العَفوَ}:

هَذَا مَنْسُوخ يَعْنِي الْفضل من أموالهم نسخ بِآيَة الزَّكَاة وَهَذِه الآية من أعجب الْمَنْسُوخ لِأَن أَولهَا مَنْسُوخ وَآخِرهَا مَنْسُوخ وأوسطها مُحكم وَآخِرهَا قَوْله {وَأَعرِض عَنِ الجاهِلينَ} نسخ بِآيَة السَّيْف ووسطها مُحكم وَهُوَ قَوْله {وَأمر بِالْعرْفِ} وَالْعرْف الْمَعْرُوف هَذَا مُحكم وَقد رُوِيَ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «أَن جِبْرِيل عَلَيْهِ السَّلَام أَتَاهُ فَقَالَ يَا مُحَمَّد إِنِّي جئْتُك بمكارم الْأَخْلَاق من رَبك قَالَ وَمَا ذَلِك يَا جِبْرِيل قَالَ إِن الله يَأْمُرك أَن تقْرَأ {خُذ الْعَفو وَأمر بِالْعرْفِ} الآية قَالَ وَمَا ذَلِك يَا جِبْرِيل قَالَ إِن الله يَقُول لَك صل من قَطعك وَأعْطِ من حَرمك واعف عَمَّن ظلمك».
وَقد روى عَن عبد الله بن الزبير أَنه قَالَ أَمر أَن نَأْخُذ الْعَفو من أَخْلَاق النَّاس فَهَذَا مَا ورد فِيهَا وَالله أعلم.

.سُورَة الْأَنْفَال:

نزلت بِالْمَدِينَةِ إِلَّا آيَتَيْنِ مِنْهَا وهما قَوْله تَعَالَى {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا ليثبتوك} الآية وَقَوله {يَا أَيُّها النَبِيُّ حَسبُكَ اللَهُ وَمَنِ اِتَّبَعَكَ من الْمُؤمنِينَ} وَقد روى عَن النَّضر بن الْحَارِث أَنه دَعَا فَقَالَ اللَّهُمَّ إِن كانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِن عِندِكَ فَأَمطِر عَلَينا حِجارَةً مِنَ السَماءِ أَو اِئتِنا بِعذابٍ أَليم فَأنْزل الله تَعَالَى {سَأَلَ سَائل بِعَذَاب وَاقع للْكَافِرِينَ} وَهِي تحتوي على سِتّ آيَات من الْمَنْسُوخ.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {يَسْأَلُونَك عَن الْأَنْفَال}:

والأنفال الْغَنَائِم وَعَن هَهُنَا صلَة فِي الْكَلَام تَقْدِيره يَسْأَلُونَك الْأَنْفَال قَالَ الله تَعَالَى {قُلِ الأَنفالُ لِلَّه وَالرَسولِ} وَإِنَّمَا سَأَلُوهُ أَن ينفلهم الْغَنِيمَة وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما رأى ضعفهم وَقلة عدتهمْ يَوْم بدر فَقَالَ مرغبا لَهُم ومحرضا من «قتل قَتِيلا فَلهُ سلبه وَمن أسر أَسِيرًا فَلهُ فداؤه» فَلَمَّا وضعت الْحَرْب أَوزَارهَا نظر فِي الْغَنِيمَة فَإِذا هِيَ أقل من الْعدَد فَنزلت هَذِه الآية ثمَّ صَارَت مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى {وَاِعلَموا أَنّما غَنِمتُم مِن شَيْء فَأن لله خمسه وَلِلرَّسُولِ} الآية.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَمَا كَانَ الله ليعذبهم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَسْتَغْفِرُونَ}:

ثمَّ نزلت بعْدهَا آيَة ناسخة لَهَا وَهِي الَّتِي تَلِيهَا قَوْله تَعَالَى {وَما لَهُم أَلّا يُعَذِّبهُمُ الله}.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن جَنَحوا لِلسلمِ فَاِجنَح لَها}:

إلى هَهُنَا النّسخ وَبَاقِي الآية مُحكم نزلت فِي الْيَهُود ثمَّ صَارَت مَنْسُوخَة بقوله تَعَالَى {قاتِلوا الَّذينَ لَا يُؤمِنونَ بِاللَهِ وَلا بِاليَومِ الآخِر} إِلَى قَوْله {وَهُم صاغِرونَ}.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {يَا أَيُّها النَبِيُّ حَرِّضِ المُؤمِنينَ عَلى القِتال}:

هَذَا مُحكم والمنسوخ قَوْله {إِن يكن مِنْكُم عشرُون صَابِرُونَ يغلبوا مِائَتَيْنِ} إلى آخر الآية وَكَانَ فرضا على الرجل أَن يُقَاتل عشرَة فَمَتَى فر كَانَ مواليا للدبر فَعلم الله تَعَالَى عجزهم فيسر وخفف فَنزلت الآية الَّتِي بعْدهَا فَصَارَت ناسخة لَهَا فَقَالَ {الآنَ خَفَّفَ اللَهُ عَنكُم وَعَلِمَ أَنَّ فيكُم ضَعفاً} وَالتَّخْفِيف لَا يكون إِلَّا من ثقل فَصَارَ فرضا على الرجل أَن يُقَاتل رجلَيْنِ فان انهزم مِنْهُمَا كَانَ موليا للدبر وَإِن انهزم عَن أَكثر لم يكن موليا للدبر بِدَلِيل ظَاهر الآية.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ آمَنوا وَلَم يُهاجِروا مَا لَكُم مِن ولايتهم من شَيْء حَتَّى يهاجروا}:

وَكَانَ النَّاس يتوارثون بِالْهِجْرَةِ لَا بِالنّسَبِ ثمَّ قَالَ {إِلّا تفعلوه تكن فتْنَة فِي الأَرْض وَفَسَاد كَبِير} حَتَّى أنزل الله تَعَالَى {وأولو الأَرحامِ بَعضُهُم أَولى بِبَعضٍ فِي كِتابِ اللَه} فَصَارَت ناسخة لِلْآيَةِ الَّتِي كَانُوا يتوارثون بهَا وصاروا بعد ذَلِك يتوارثون بِالنّسَبِ.

.الآية السَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن اِستَنصَروكُم فِي الدّين فَعَلَيْكُم النَّصْر} إلى قَوْله {وَفَسَاد كَبِير}:

وَكَانَ بَين النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَين أَحيَاء من الْعَرَب خُزَاعَة وهلال بن عُمَيْر وَجَمَاعَة من أحباء الْعَرَب موادعة لَا يقاتلهم وَلَا يقاتلونه وحالفهم إِن كَانَ لَهُ حَرْب أعانوه وَإِن كَانَ لَهُم حَرْب أعانهم فَصَارَ ذَلِك مَنْسُوخا بِآيَة السَّيْف وَقد رُوِيَ فِي قَوْله تَعَالَى {قُل لِلَّذينَ كَفَروا إِن يَنتَهوا يُغفَر لَهُم مَا قَد سَلَف} إِنَّهَا مَنْسُوخَة نسخت بقوله تَعَالَى {وَقاتِلوهُم حَتّى لَا تَكونَ فِتنَةٌ} وَذهب آخَرُونَ إِلَى أَنَّهَا وَعِيد وتهديد.

.سُورَة التَّوْبَة:

نزلت بِالْمَدِينَةِ وَهِي من آخر التَّنْزِيل من الْقُرْآن تحتوي على إِحْدَى عشرَة آيَة مَنْسُوخَة.

.أَولهَا قَوْله تَعَالَى {بَرَاءَة من الله وَرَسُوله إِلَى الَّذين عاهدتم من الْمُشْركين فسيحوا فِي الأَرْض أَرْبَعَة أشهر} وَالآية الَّتِي تَلِيهَا نزلت هَذِه ثمَّ نزلت هَذِه فَمن كَانَت بَينه وَبينهمْ موادعة جعل الله مدتهم أَرْبَعَة أشهر من يَوْم النَّحْر إِلَى عشر من شهر ربيع الآخر فَهَذَا مُدَّة لمن كَانَ بَينه وَبينهمْ عهد وَجعل مُدَّة من لم يكن بَينه وَبينهمْ عهد خمسين يَوْمًا من يَوْم النَّحْر إِلَى آخر الْمحرم وَهُوَ تَفْسِير قَوْله تَعَالَى {فَإِذا اِنسَلَخَ الأَشهُرُ الحُرُمُ} يَعْنِي الْمحرم وَحده ثمَّ صَار ذَلِك مَنْسُوخا بقوله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} وإنما يُرِيد بذلك شهر الْمحرم لَا غير سمي باسم الشُّهُور وَهُوَ شهر وَاحِد لأمرين احدهما أَنه مُتَّصِل بشهرين حرامين سمي باسمهما وَالْوَجْه الآخر إِنَّمَا سَمَّاهُ على مَذْهَب الْعَرَب وَالْعرب تَقول ركبنَا البغال وَلَا تركب إِلَّا بغلا وَاحِدًا وركبنا السفن وَهُوَ لَا يركب إِلَّا سفينة وَاحِدَة وَهَذَا على وَجه الْمجَاز وَالْقُرْآن من هَذَا مَمْلُوء وسنذكره فِي مَوْضِعه إِن شَاءَ الله تَعَالَى.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}:

الآية مُسْتَثْنى مِنْهَا بقوله تَعَالَى {فَإِن تَابُوا وَأَقاموا الصَلاةَ وَآتوا الزَكاةَ} فإقامة الصَّلَاة هَهُنَا الْإِقْرَار بهَا وَكَذَلِكَ إيتَاء الزَّكَاة وَهَذِه الآية من أَعَاجِيب أَي الْقُرْآن لِأَنَّهَا نسخت من الْقُرْآن لِأَنَّهَا نسخت من الْقُرْآن مائَة وأربعا وَعشْرين آيَة ثمَّ نسخهَا الله تَعَالَى بعد ثمَّ اسْتثْنى من ناسخها فنسخه بقوله تَعَالَى {وَإِن أحد من الْمُشْركين استجارك فَأَجره حَتَّى يسمع كَلَام الله} وَهِي آيَة السَّيْف نسخت من الْقُرْآن مائَة وأربعا وَعشْرين آيَة ثمَّ صَار آخرهَا نَاسِخا لأولها وَهُوَ قَوْله تَعَالَى {فَإِن تَابُوا وَأَقاموا الصَلاةَ وَآتوا الزَكاةَ فَخَلّوا سَبيلَهُم}.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {إِلّا الَّذينَ عاهَدتُم عِندَ المَسجِدِ الحَرامِ فَما استقاموا لكم فاستقيموا لَهُم} نسخت بقوله تَعَالَى {فَاقْتُلُوا الْمُشْركين حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ}.

.الآية الْخَامِسَة وَالسَّادِسَة قَوْله تَعَالَى {وَالَّذينَ يَكنِزونَ الَذَهَبَ وَالفِضَّةَ وَلا يُنفِقونَها فِي سَبيلِ اللَهِ فَبَشِّرهُم بِعذابٍ أَليم}:

ثمَّ هددهم بِالآية الَّتِي تَلِيهَا {يَوْم يحمى} ثمَّ نسختا بِالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَة فبينت السّنة أعيانها.

.الآية السَّابِعَة وَالثَّامِنَة قَوْله تَعَالَى {إِلّا تَنفِروا يعذبكم عذَابا أَلِيمًا ويستبدل قوما غَيْركُمْ} وَقَوله تَعَالَى {انفروا خفافا وثقالا}:

نسختا جَمِيعًا بقوله تَعَالَى {وَما كانَ المُؤمِنونَ لِيَنفِروا كافَّةً} الآية وَقَوله تَعَالَى {يَا أَيُّها الَّذينَ آمَنوا خُذوا حِذرَكُم فانفروا ثبات أَو انفروا جَمِيعًا}.

.الآية التَّاسِعَة قَوْله تَعَالَى {عَفا الله عَنْك لم أَذِنت لَهُم حَتَّى يتَبَيَّن لَك} الآية:

ثمَّ رخص لَهُ بعد ذَلِك بقوله تَعَالَى {فَإِذا اِستَأذَنوكَ لِبَعضِ شَأنِهِم فَأذَن لِمَن شِئتَ مِنهُم وَاِستَغفِر لَهُم اللَهَ إِنَّ اللَهَ غَفُور رَحِيم}.

.الآية الْعَاشِرَة قَوْله تَعَالَى {اِستَغفِر لَهُم أَو لَا تَستَغفِر لَهُم إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مرّة فَلَنْ يغْفر الله لَهُم}:

فَقَالَ عَلَيْهِ السَّلَام: «لأزيدن على السّبْعين» فنسخها الله بقوله {سَواءٌ عَلَيهِم أَستَغفَرتَ لَهُم أَم لَم تستغفر لَهُم لن يغْفر الله لَهُم}.

.الآية الْحَادِيَة عشرَة قَوْله تَعَالَى {الْأَعْرَاب أَشد كفرا ونفاقا وأجدر}:

هَذِه الآية وَالَّتِي تَلِيهَا وَهِي {وَمِنَ الأَعرابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغرَماً ويتربص بكم الدَّوَائِر} نسخهما الله تَعَالَى بقوله {وَمِنَ الأَعرابِ مَن يُؤمِنُ بِاللَّه وَالْيَوْم الآخر} الآية هَذَا جَمِيع مَا فِي هَذِه السُّورَة من الْمَنْسُوخ.

.سُورَة يُونُس عَلَيْهِ السَّلَام:

من أَوَائِل مَا أنزل من الْقُرْآن وَهِي سُورَة تلِي تنزيلها فِي النّظم مَا بعْدهَا وَالَّذِي بعْدهَا هِيَ مَكِّيَّة غير آيَتَيْنِ وَيُقَال ثَلَاث آيَات وَالله أعلم نزلت فِي أبي بن كَعْب الْأنْصَارِيّ وَذَلِكَ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ «يَا أبي إِن الله يَأْمُرنِي أَقرَأ عَلَيْك الْقُرْآن فَقَالَ أبي وَقد ذكرت هُنَاكَ فَقَالَ أَي عَيْنَيْك الْوَحْي لَك فَبكى بكاء شَدِيدا فَنزلت فِيهِ {قُل بِفَضلِ اللَهِ وَبِرَحمَتِهِ فَبِذلكَ فليفرحوا هُوَ خير مِمَّا يجمعُونَ}».
وَهَذِه الآية فَخر وَشرف لأبي بن كَعْب وَحكمهَا بَاقٍ فِي غَيرهَا وَالآية الَّتِي تَلِيهَا ذمّ لقريش لأَنهم حرمُوا مَا أحل الله لَهُم وَصَارَ حكمهَا فِي كل من يفعل مثل ذَلِك إِلَى يَوْم الْقِيَامَة.
وَهِي تحتوي على ثَمَان آيَات من الْمَنْسُوخ.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنّي أَخافُ إِن عَصَيتُ رَبّي عَذابَ يَومٍ عَظيم}:

نسخت بقوله تَعَالَى {لِيَغفِرَ لَك الله مَا تقدم من ذَنْبك وَمَا تَأَخّر وَيتم نعْمَته} الآية.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أنزل عَلَيْهِ آيَة من ربه فَقل إِنَّمَا الْغَيْب لله}:

هَذَا مُحكم وَبَاقِي الآية مَنْسُوخ بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّالِثَة قَوْله تَعَالَى {وَإِن كَذَّبوكَ فَقُل لي عَمَلي وَلَكُم عَمَلَكُم} الآية:

كلهَا نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية الرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وِإِمّا نُرِيَنَّكَ بَعضَ الَّذي نَعِدُهُم أَو نتوفينك}:

نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية الْخَامِسَة قَوْله تَعَالَى {أَفَأَنتَ تُكرِهُ الناسَ حَتّى يَكونوا مُؤمِنين}:

نسخت بِآيَة السَّيْف.

.الآية السادسة قَوْله تَعَالَى {فَهَل يَنتَظِرونَ إِلّا مِثلَ أَيّامِ الَّذين خلوا من قبلهم}:

نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية السَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {فَمَن اِهتَدى فَإِنّما يَهتَدي لِنَفسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنِّما يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنا عَلَيْكُم بوكيل}:

نسختها آيَة السَّيْف.

.الآية الثَّامِنَة قَوْله تَعَالَى {وَاتبع مَا يوحي اليك من رَبك واصبر حَتَّى يحكم الله}:

نسخ الصَّبْر بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة هود عَلَيْهِ السَّلَام:

نزلت بِمَكَّة غير آيَات مِنْهَا نَزَلْنَ فِي نَبهَان التمار وَهُوَ قَوْله {وأقم الصَلاةَ طَرَفَي النَهارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيلِ} وَالآية الَّتِي تَلِيهَا تحتوي من الْمَنْسُوخ على أَربع آيَات.

.الآية الأولى قَوْله تَعَالَى {إِنَّما أَنتَ نَذيرٌ وَاللَهُ عَلى كُلِّ شَيءٍ وَكيل}:

نسخ مَعْنَاهَا لَا لَفظهَا بِآيَة السَّيْف.

.الآية الثَّانِيَة قَوْله تَعَالَى {مَن كانَ يُريدُ الحَياةَ الدُنيا وَزينَتَها}:

نسخت بقوله تَعَالَى فِي بني إِسْرَائِيل {من كَانَ يُرِيد العاجلة عجلنا لَهُ}الآية.

.الآية الثَّالِثَة وَالرَّابِعَة قَوْله تَعَالَى {وَقُل لِلَّذينَ لَا يُؤمِنونَ اِعمَلوا عَلى مَكانَتِكُم إِنّا عامِلونَ} وَالآية الَّتِي تَلِيهَا {وَانْتَظرُوا إِنَّا منتظرون}:

الْآيَتَانِ نسختا جَمِيعًا بِآيَة السَّيْف.

.سُورَة يُوسُف عَلَيْهِ السَّلَام:

نزلت بِمَكَّة وَلَيْسَ فِيهَا نَاسخ وَلَا مَنْسُوخ.

.سُورَة الرَّعْد:

اخْتلف أهل الْعلم فِي تنزيلها فَقَالَ الْأَكْثَرُونَ نزلت بِمَكَّة وَقَالَ قَتَادَة وَجَمَاعَة نزلت بِالْمَدِينَةِ وَقَالَ الْمُحَقِّقُونَ من أهل التَّأْوِيل نزلت آيَات مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ وسائرها بِمَكَّة والتنزيل مِنْهَا بِالْمَدِينَةِ قَوْله تَعَالَى {هُوَ الَّذِي يريكم الْبَرْق خوفًا وَطَمَعًا} إلى قَوْله تَعَالَى {لَهُ دَعْوَة الْحق} وَهِي وَالله أعلم إِلَى تَنْزِيل الْمَدِينَة أشبه لِأَن فِيهَا قصَّة أَرْبَد بن ربيعَة وعامر بن الطُّفَيْل وَكَانَ شَأْنهمَا بِالْمَدِينَةِ وقدومهما على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا لحق أَرْبَد من الصاعقة وَكَيف ابتلى الله عَامر بن الطُّفَيْل بعده فِي عِلّة فَمَاتَ وَهُوَ يَقُول غُدَّة كَغُدَّة الْبَعِير وَلم تزل بِهِ الْعلَّة حَتَّى مَاتَ وَعجل الله بِرُوحِهِ إِلَى النَّار وَكَانَا قدما على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَقْتُلهُ أَحدهمَا فَقَالَ عَامر بن الطُّفَيْل يَا مُحَمَّد أتبعك على أَنَّك تكون على المدد وأكون أَنا على الْوَبر فَقَالَ لَهُ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لَا» قَالَ فَتكون أَنْت على الْخَيل وأكون أَنا على الرجل قَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «لَا» قَالَ فعلى مَاذَا أتبعك قَالَ «تكون رجلا من الْمُسلمين لَك مَا لَهُم وَعَلَيْك مَا عَلَيْهِم» قَالَ أكون كسلمان وعمار وَابْن مَسْعُود فُقَرَاء أَصْحَابك قَالَ لَهُ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم «إِن شِئْت» فَقَالَ عَامر وَاللات والعزى إِلَّا ملأتها عَلَيْك خيلا ورجلا ثمَّ خرجا من عِنْده فَقَالَ لَهُ أَرْبَد لقد عجلت وَلَكِن ارْجع فحدثه أَنْت وتخدعه حَتَّى تشغله فَأَقْتُلهُ أَنا وَإِلَّا أَنا أحدثه وأشغله فتقتله أَنْت قَالَ أفعل فدخلا عَلَيْهِ ثَانِيًا فَقَالَ لَهُ عَامر أعرض عَليّ أَمرك ثَانِيًا فَعرض عَلَيْهِ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أمره الأول وحادثه طَويلا وعامر ينْتَظر أَرْبَد وَهُوَ لَا يضع شَيْئا فَلَمَّا طَال على عَامر ذَلِك قَامَ فَخرج ولحقه أَرْبَد فَقَالَ لَهُ عَامر وَيحك قلت لي حَدثهُ حَتَّى تشغله وأقتله أَنا وَمَا رَأيَتك صنعت شَيْئا قَالَ لَهُ أَخَذَنِي من مجامع قلبِي فشغلني عَمَّا أردْت ثمَّ خرجا من عِنْده فَأَما أَرْبَد فأصابته فِي الْبَريَّة الصاعقة فَهَلَك وَعَاد عَامر وَبِه كَغُدَّة الْبَعِير فَلم يزل يَصِيح مِنْهَا وَيَقُول يذهب سيد مثلي بِهَذَا فِي بَيت امْرَأَة وَلم يزل كَذَلِك حَتَّى عجل الله بِرُوحِهِ إلى النَّار.
تحتوي من الْمَنْسُوخ على آيَتَيْنِ آيَة مجمع عَلَيْهَا وَآيَة مُخْتَلف فِيهَا فالمختلف فِيهَا قَوْله تَعَالَى {وَإِنَّ رَبَّكَ لَذو مَغفِرَةٍ لِلَّناسِ عَلى ظلمهم} النَّاس فِي هَذِه الآية قائلان فَقَالَ بَعضهم هِيَ محكمَة وَقَالَ آخَرُونَ مَنْسُوخَة نسخت بقوله تَعَالَى {إِنَّ اللَهَ لَا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ} وَالظُّلم هَهُنَا الشّرك وَقَالَ السّديّ إِنَّمَا هُوَ إِحْسَان من الله وَتعطف على خلقه وَالآية الْمجمع عَلَيْهَا {فَإِنّما عَلَيكَ البَلاغُ وَعَلينا الحِسابُ} نسخت بِآيَة السَّيْف.